نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التركيز.. سر من أسرار النجاح, اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025 05:47 مساءً
ومن وجهة نظري إن أعظم سر للنجاح هو "التركيز"، نعم التركيز وتأتي بعده بقية الأسباب، بعد توفيق الله من يضمن لي التركيز أضمن له النجاح، وأضمن له البروز في مجاله.
بطبيعة الحال لكل إنسان ارتباطاته الاجتماعية وواجباته التي لا يستطيع تركها، وهي جزء من نجاحه في حياته، وما بعد ذلك من وقت وجهد عليه أن يصرفه في تحقيق هدفه المحدد ولا يتشتت بين عدة أعمال وعدة أهداف.
كلنا يعرف أسطورة الألعاب الأولمبية الأمريكي "مايكل فليبس" الذي حقق أكثر من عشرين ميدالية ذهبية خلال مسيرته الرياضية، منها ثماني ميداليات في بطولة واحدة، لقد كانت بداية حياة "فليبس" بائسة حد اليأس والقنوط؛ لتعرضه للتنمر من قبل زملائه في المدرسة بسبب ملامحه الحادة، بالإضافة إلى إخفاقه في التحصيل الدراسي وحصوله على درجات متدنية في المواد الدراسية؛ مما جعله يعاني نفسيا واجتماعيا واضطرت والدته للذهاب به إلى الطبيب النفسي ليعالجه من الوضع الذي وصل إليه.
إن هذا الطفل وفي هذه الظروف الصعبة سيشفق عليه كل يعرفه، وفي وقتها لن يتنبأ له أحد بمستقبل رائع وسيتمنى له من يعرفه أن يحيا حياة عادية كعامة الناس، فالرغبة والهدف أن يصل إلى مستوى (إنسان عادي) لكن الطبيب النفسي نصح والدة "فليبس" أن تمكنه من ممارسة الرياضة، وقد أحب "فليبس" رياضة السباحة، وذُكر عنه أنه كان يمكث في الماء لعدة ساعات، ولم يكن لديه عمل آخر يشغله عن السباحة، ولا أهداف أخرى يسعى لتحقيقها، ولا أصدقاء يضيع الوقت معهم، لقد كان لديه السباحة والسباحة فقط، ورغم قدراته المحدودة، وعقليته التي لا يتمناها الناس لأبنائهم برع في العمل الذي صب كل تركيزه عليه وحقق نجاحات جعلته من أعظم أساطير السباحة في التاريخ - إن لم يكن أعظمهم - لا أعتقد أن سبب نجاحه هو ذكاؤه المفرط، أو واسطته القوية، وإنما تركيزه الكبير على عمله الوحيد وهدفه الوحيد.
تخيل معي - عزيزي القارئ - أن فهدا ومحمدا محبان لعالم السيارات، فهد يعمل في إحدى وكالات السيارات، ومحب لعمله، وفتح قناة على اليوتيوب يتحدث فيها عن السيارات، وبعد فترة من اكتساب الخبرات بدأ بكتابة المقالات في إحدى الصحف يتحدث فيها عن الجديد والمتجدد في عالم السيارات، وقرر أن تكون له رحلتان في السنة على الأقل لحضور مؤتمرات أو ملتقيات في عالم السيارات، ويقرأ كتابا واحدا في مجال السيارات كل شهر، ومشترك في مجلة عالم السيارات، ويصرف بقية وقته في شؤون حياته الأخرى. وله إلى الآن عشر سنوات ومستمر فيه.
بينما محمد - المحب لعالم السيارات أيضا - يعمل في إحدى وكالات السيارات ومستمتع بعمله لكنه إذا خرج من عمله بدأ يمارس حياته مثل كثير من الناس، عنده لقاءاته الاجتماعية، ويستثمر في الأسهم، ولديه قراءات متنوعة، فهو مثقف ثقافة عامة جيدة، ومشترك في ثلاث مجلات ثقافية متنوعة، ولديه قناة في يوتيوب ينشر فيها يومياته، وله إلى الآن عشر سنوات، ومستمر على هذا الحال.
برأيك - عزيزي القارئ - من منهما أنجح في مجاله؟ ومن سوف تستشير إذا احتجت إلى استشارة تخص السيارات؟ وبكلام من تثق أكثر لو اختلف رأيهما حول مسألة تخص السيارات؟ ...إلخ
إن كل الإجابات ستصب في مصلحة فهد بلا شك، يا ترى لماذا؟ السبب: التركيز - يا عزيزي - ولا شيء غير التركيز.
0 تعليق