بيروت ـ أحمد عز الدين وبولين فاضل
اطلع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل، أثناء استقباله في قصر بعبدا، على نتائج الجولة التي قام بها رؤساء البعثات الديبلوماسية في أماكن انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، حيث عاينوا الإجراءات والتدابير التي اتخذها الجيش تنفيذا للخطة الموضوعة لبسط سلطة الدولة وإزالة المظاهر المسلحة.
وبحسب بيان عن مكتب الاعلام في القصر الجمهوري، «زود الرئيس عون العماد هيكل بتوجيهاته بالنسبة إلى الاجتماع الذي سيعقد في باريس غدا للبحث في حاجات الجيش اللبناني».
وفي بعبدا، استقبل رئيس الجمهورية النائب طوني فرنجية بعد أيام قليلة من استقبال الرئيس عون لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وصرح فرنجية من منبر القصر: «ما يشهده لبنان اليوم هو مسار لبناء الأمل، قائم على وقائع سياسية بدأنا نلمس نتائجها بشكل واضح».
وأشار إلى ان «ما يقوم به الجيش اللبناني والدولة اللبنانية هو أكثر من ممتاز، سواء لجهة الانتشار، أو سحب السلاح، أو ضبط النفس على المستوى اللبناني، الأمر الذي يجنب البلاد أي توتر جديد»، متمنيا على «المجتمع الدولي ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات». كما أكد أن «العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والحكومة ممتازة».
وكانت الزيارة التي نظمتها قيادة الجيش للديبلوماسيين المعتمدين في لبنان إلى جنوب الليطاني، واطلاعهم بـ«أم العين» على الإجراءات التي اتخذتها وما حققته بمنزلة «ضربة معلم» في توقيتها وأهدافها، وذلك عشية اجتماع باريس المخصص للبحث بالوضع اللبناني، وبدرجة أولى لتقديم المساعدات الضرورية إلى الجيش ليتمكن من أداء المهمة الكبيرة التي وضعت على عاتقه في ضوء التشكيك الإسرائيلي الدائم، والضغوط التي تمارسها إسرائيل، وصولا إلى مطالبة بإقامة مناطق عازلة على الحدود لتجنب التصعيد الكبير أو الحرب الواسعة.
وقال مرجع سياسي لـ«الأنباء»: «الملف اللبناني أمام فرصة حاسمة خلال اليومين المقبلين، من زيارة رئيس الوزراء المصري د.مصطفى مدبولي إلى بيروت الخميس، في محاولة مصرية ثالثة لمواجهة الجمود، إلى اجتماع باريس الرباعي الفرنسي ـ الأميركي ـ السعودي ـ اللبناني، والذي سيكون نجمه قائد الجيش العماد هيكل، الذي يشارك في الاجتماع مدعوما بما أعطت نتائج جولة (المعاينة الديبلوماسية) من زخم للإجراءات والانتشار في جنوب الليطاني، والتي لاقت استحسانا وقدمت أجوبة مقنعة لكل التساؤلات المطروحة».
وتحدث المصدر «عن توجه أوروبي أوسع لدعم الجيش اللبناني، كخيار لا بديل عنه لبناء أسس الاستقرار في جنوب لبنان وتقديم المساعدات وفي مقدمة هذه الدول ألمانيا، وسط إشادة من الأمم المتحدة عبر قواتها على نجاعة الاجراءات العسكرية اللبنانية. ويواكب ذلك بحث في إيجاد آليات قابلة للتنفيذ لموضوع السلاح، تراعي حساسيات الوضع اللبناني وتجنب أي اصطدام داخلي يعطل كل ما تحقق من إنجازات خلال الأشهر الماضية».
وأضاف المصدر: «تبقى الأنظار باتجاه اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار «الميكانيزم» الجمعة، والتي تؤسس لحوار جدي حول مستقبل الوضع في الجنوب ومستوى الإجراءات على الحدود في إطار أول نقاش سياسي حول الوضع الميداني، بعدما اقتصر عمل اللجنة خلال الأشهر الماضية، ومنذ تأسيسها، على خطوات الانتشار وآلياته مع البحث عن البنى التحتية العسكرية وتدميرها، وسط تزايد الأصوات اللبنانية المطالبة بالعودة إلى اتفاق الهدنة لعام 1949 والذي أثبت جدواه في حفظ الأمن على الحدود على مدى 20 سنة، قبل إدخال لبنان في الصراع العربي ـ الإسرائيلي وأزمات المنطقة من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.
وكشف مصدر وزاري لـ«الأنباء» عن أن «اجتماعا» عقد قبل فترة قصيرة بين رئيس الحكومة نواف سلام وبعض المسؤولين الأميركيين المعنيين بملف الجنوب، تقدمهم السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى وعدد من التقنيين والأمنيين الأميركيين المنخرطين بعمل لجنة الميكانيزم».
وقال: «انتهى الاجتماع إلى ملاحظة الجانب اللبناني حصول اقتناع أميركي إلى حد ما بوجهة نظر الحكومة اللبنانية، في ضوء شروحات واضحة للمدى الذي بلغه الجيش اللبناني في عملية سحب السلاح في جنوب الليطاني مع اقتراب إنجازها نهاية السنة».
وأضاف المصدر نفسه: «تكونت قناعة جديدة لدى الجانب الأميركي مختلفة نسبيا عن السابق. وأثنى الأميركيون على عمل الجيش اللبناني في الجنوب، مع تأكيدهم على ضرورة مضيه في هذا العمل، وهذا أمر أكد عليه الرئيس نواف سلام خلال الاجتماع».
ولفت المصدر إلى أنه «في الحصيلة رفع الوفد تقريرا إلى الإدارة الأميركية، وهذا ما انعكس لاحقا تبدلا في الموقف الأميركي تجاه لبنان»، مضيفا: إن هناك مساعي أميركية للضغط أكثر على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو من أجل عدم إقدامه على أي ضربة جديدة ضد لبنان».
توازيا، تتجه الأنظار إلى باريس حيث يشارك السفير الأميركي ميشال عيسى في اللقاء، وستكون مناسبة للقائه قائد الجيش العماد رودولف هيكل، علما ان عيسى لم يقصد اليرزة بعد للتعرف إلى قائد الجيش. وكانت الأزمة التي تسببت بإلغاء زيارة العماد هيكل إلى واشنطن، اندلعت مباشرة بعد وصول السفير عيسى إلى بيروت ومباشرته مهمته الديبلوماسية.
وعلى صعيد آخر، تتجه الأنظار إلى مبنى مجلس النواب بساحة النجمة الخميس في ضوء الدعوة التي وجهها رئيس المجلس نبيه بري، لمناقشة جدول أعمال سبق ان تعطل مرتين بفقدان النصاب، وسط تساؤلات حول مدى استمرار المعارضة في المقاطعة، وربط الحضور بطرح تعديل قانون الانتخاب على الجلسة، أم ان حيوية المشاريع المعلقة منذ سبتمبر الماضي قد تدفع بعض المعارضة إلى تأمين النصاب، خصوصا ان المشاريع المطروحة تتعلق بقروض من البنك الدولي حول إعمار ما هدمته الحرب.
وفي يوميات الجنوب، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، بأن زورقا حربيا إسرائيليا أطلق رشقات نارية ليلا، باتجاه المياه الإقليمية قبالة شاطئ الناقورة، بالإضافة إلى إطلاق قنابل مضيئة في أجواء المنطقة ذاتها.

















0 تعليق