حقيقة الطالب في التعليم الشكلي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حقيقة الطالب في التعليم الشكلي, اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 12:01 صباحاً

تدور وزارة التعليم في حلقة مفرغة تعيد نفسها في كل عام، فرغم الجهود العظيمة التي حصلت بها على مراكز عالمية، إلا أن التناقض بين مخرجات التعليم وإحصائياته، ما زالت لغزا يحتاج لفك شفراته.

فالتضخم في نتائج الطلاب، والذي لا يعكس حقيقة مستواهم الفعلي، جعل الوزارة تشمر عن ساعديها، وتطور كلا من المعلم والمنهج، حتى أدى إلى التغيير وهذا جيد جدا.

وإذا كانت الوزارة تعلم أن العملية التعليمية تقوم على ثلاثة أركان وأن كلا من المرسل والرسالة تم تمحيصهما ومخضهما من التطوير حتى خرج الزبد منهما، ألم يئن الأوان أن نلتفت إلى الركن الأساسي في العملية برمتها وهو الطالب؟

والذي لو أتيحت له الفرصة لصياغة التعاميم لما اختار لنفسه أكثر مما اختارته الوزارة له، فلمَ يتعب نفسه ويسهر ليله وحقه محفوظ وكرامته مقدسة ودرجاته مضمونه.

إن حفظ حقوق الطالب ـ المبالغ فيه ـ وتحميل نتائج مستواه التعليمي على عاتق المعلم، أنتجا طلابا ينضحون بالاستهتار وعدم تحمل المسؤولية، وخلقا شخصيات نرجسية، لا تقبل نقدا ولا خطأ ولا تتكيف مع الواقع بسهولة، وتبحث عن مثالية الواقع المدرسي.

إن المدرسة جزء من الحياة، وإن هذا الجيل الذي نشأ على الحماية ستظهر آثاره بعد عدة سنوات، ولن يكون قادرا على بناء مستقبله، ولن يثمر الجهد المرجو منه، بل سيكون هشا يسهل تكسره وخواره.

ولقد أصبح المعلم أداة طوعية في يد الطالب، فكيف له أن ينتج ثمارا يانعة مفكرة متقنة واعية؟

أليس من الأسلم له أن يكون بكرم حاتم الطائي، فيعطي الدرجات سحا غدقا، إذا كان المجال مفتوحا على مصراعيه لكل هذا الهراء من التحقيقات والشكاوى على درجة أو كلمة عارضة غير مقصودة.

إن المعلم ليس ملاكا من السماء، فلا أنكر أن الظلم يقع على بعض الطلاب من بعض المعلمين، غير أن محاولة كبح ذلك خلقت مفسدة عظيمة، ومحاولة تصحيح أخطاء الماضي أفسدت الحاضر برمته.

وكل الذي تعلمه المعلم وما زال يتعلمه، كيفية إيصال المادة العلمية للطلاب.

أليس من الأجدر تعليم المعلم ـ المناضل ـ كيفية التعامل مع هؤلاء الطلاب، أو إعطاؤه صلاحيات في الدرجات خاصة بالسلوك، أو تعليمه كيفية التعامل مع ذاته لبناء شخصيات متزنة لنفسه وطلابه.

إن احتواء المعلم بدلا من تجريده، طريقة أكثر سلاسة وفائدة وإنتاج.

وإن تقديم الهدف على الغاية، خلق تعليما شكليا، يلهث للحصول على المراكز العالمية على حساب الحصيلة الدراسية، فأمطرت القرارات اللامنهجية، وغير المدروسة، مما جعلها فيضانا يغرق أكثر مما يغيث.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق