شكيب أرسلان: فارس الفكر وراوي ضمير الأمة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شكيب أرسلان: فارس الفكر وراوي ضمير الأمة, اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025 03:42 صباحاً

لم يكن شكيب أرسلان مجرد مفكر أو كاتب، بل كان صوتا عربيا متقدا في قلب زمن متقلب، يكتب بالحبر كما يكتب القدر، فلا يترك صفحة إلا وقد حوت ضوء الحقيقة وصدق العاطفة. كان ابن الجبال اللبنانية، ولكنه حمل قلب الأمة العربية كله بين دفتي كتبه، وعقله كان موسوعة من الفكر، والروح منهلا للوعي والحرية.

ولد شكيب أرسلان في جبل لبنان عام 1869، .ومنذ صغره، لاحظ الناس فيه حرارة الشغف بالعلم والفكر، وموهبة البيان والكلمة، التي جعلت منه لاحقا واحدا من أبرز دعاة النهضة العربية والإسلامية في القرن العشرين، لقب بأمير البيان لغزارة قلمه وسحر بيانه، فهو في جوهره أحد كبار المفكرين ودعاة الوحدة الإسلامية والثقافية.

تنقل في رحلاته بين البلاد والعقول، فالتقى بجل نجوم الفكر والأدب، مثل جمال الدين الأفغاني وأحمد شوقي، وتتفق المصادر على أنه نال الجنسية الحجازية/السعودية، تكريما لمكانته وإعلانا لقدره في دار الحرمين.

كتب أرسلان كثيرا عن القضايا الوطنية والدينية والاجتماعية، فكانت مقالاته وأعماله مرايا للعقل العربي وقلبه، من أبرز مؤلفاته: "الحلل السندسية"، و"لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟"، و"الارتسامات واللطائف"، و"تاريخ غزوات العرب"، و"عروة الاتحاد"، و"حاضر العالم الإسلامي".

ولم يكتف بدراسة العربية وحدها، بل أتقن التركية والفرنسية والألمانية، مما أتاح له أن يسافر في أرجاء العالم، ويتصل مع مفكرين من مختلف الثقافات.

كان شكيب أرسلان فارس الكلمة الصادقة، لا يخشى قول الحق مهما كانت التحديات، ويعيش حياة بسيطة، يرتكز فيها على القيم والعلم والضمير. ترك إرثا فكريا عميقا، وجعل منه مرجعا للأجيال العربية، وناصحا للأمة في زمن كانت فيه الأصوات الحرة نادرة.

وما زالت كتبه مرشدا ومرجعا لكل باحث عن المعرفة، إذ يمزج فيها بين الدعوة للإصلاح الاجتماعي والسياسي والتربية الأخلاقية، ويثبت أن الكلمة الصادقة قد تنير الدرب لأمة تبحث عن هويتها ووعيها.

رحل شكيب أرسلان عام 1946، لكنه ترك وراءه سيرة تفيض بالحكمة والضمير الحي، وكتابات تشبه الشموع التي تحترق لتعلمنا كيف يضيء الإنسان من داخله.

هكذا كان شكيب أرسلان
عقل عربي متقد، وقلب يفيض حبا للأمة والإنسانية، جعل من الكلمة سيفا للوعي ونورا للهداية، وترك للعالم إرثا خالدا من الفكر والضمير والإصلاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق