وفي صور انتشرت في المدينة، احتفل عدد من اليهود بفوز ممداني، حاملين لافتات كتب عليها: "تهانينا يا نيويورك" و"زهران ممداني صديق اليهود".

ووفقاً لوزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي، عبر منصة "إكس"، فإن "المدينة التي كانت رمزاً للحرية العالمية سلّمت مفاتيحها إلى مؤيدٍ لحماس"، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، واصفاً ذلك بـ"نقطة تحوّل حاسمة في تاريخ نيويورك".

وزعم شيكلي أن انتخاب ممداني "يُقوّض أسس المدينة، التي وفّرت الحرية وفرص النجاح للاجئين اليهود منذ أواخر القرن التاسع عشر، وأصبحت معقلاً لأكبر جالية يهودية في العالم"، محذراً من أن "نيويورك لن تعود كما كانت، وخاصة بالنسبة لمجتمعها اليهودي"، ومشيراً إلى أنها "تسير بعيون مفتوحة نحو الهاوية التي سقطت فيها لندن"، في إشارة إلى انتخاب المسلم صادق خان عمدة للعاصمة البريطانية.

وأطلق شيكلي دعوة ضمنية لليهود بالهجرة قائلاً: "أدعو يهود نيويورك إلى التفكير بإيجابية في تحديد مكانهم الجديد في أرض إسرائيل".

وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إن "ممداني داعم لحماس وكاره لإسرائيل ومناهض علني للسامية"، معتبرًا أن انتخابه "وصمة عار أبدية تُظهر كيف تتغلب اللاسامية على العقل السليم".

وفي الوقت ذاته، وجّه مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون انتقادات لممداني، مؤكداً عبر "إكس" أن "تصريحات ممداني التحريضية لن تثنينا. سنواصل تعزيز علاقاتنا مع قادة الجالية اليهودية لضمان أمنهم ورفاههم".

ويتمتع ممداني (34 عاماً) بدعم قاعدة واسعة ومتنوعة من الناخبين، بينهم يهود يرفضون سياسات حكومة نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بما وصفوه بـ"الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المدعومة أمريكياً". وصرّح دانون لإذاعة "103 إف إم" المحلية: "هذا واقع جديد. هذا رئيس بلدية عبّر عن موقفه بقوة ضد إسرائيل وجيشها، ولم يتراجع طوال الحملة الانتخابية".

ويبلغ عدد سكان نيويورك نحو 8.5 ملايين نسمة، بينهم أكثر من 950 ألف يهودي، ما يجعل المدينة مركزاً حيوياً للجالية اليهودية على مستوى العالم.